فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الشمس:
{عليهم} جلي.
{ولا يخاف} قرأ المدنيان والشامي بالفاء في مكان الواو وغيرهم بالواو. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة الشمس:
ما كان في أواخر آيات هذه السورة يقرأ بالإمالة والتفخيم وبينهما الا ما تفرد به حمزة من إمالة ذوات الياء وتفخيم ذوات الواو ولم يفرق الباقون بينهما لمجاورة ذوات الواو ذوات الياء ها هنا وفيما شاكله من أمثاله وقد ذكرت الحجة فيه.
قوله تعالى: {كذبت ثمود} يقرأ بالادغام والاظهار وقد ذكرت علل ذلك فيما مضى.
قوله تعالى: {ولا يخاف عقباها} يقرأ بالواو والفاء فالحجة لمن قرأه بالواو انه انتهى بالكلام عند قوله: {فسواها} الى التمام ثم استأنف بالواو لأنه ليس من فعلهم ولا متصلا بما تقدم لهم والحجة لمن قرأه بالفاء انه اتبع الكلام بعضه بعضا وعطف آخره على أوله شيئا فشيئا فكانت الفاء بذلك أولى لانها تأتي بالكلام مرتبا ويجعل الآخر بعد الأول.
ومعنى قوله: {فدمدم} أي فهدم ومعنى {فسواها} أي سوى بيوتهم قبورهم و{عقباها} يريد عاقبة أمرها يريد بالهاء والألف {يخاف} عقبى من أهلك فيها. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

91- سورة الشمس:
{ولا يخاف عقباها 15}
قرأ نافع وابن عامر {فلا يخاف} بالفاء معناه فدمدم عليهم ربهم فلا يخاف عقباها أي لا يخاف الله لأن رب العز لا يخاف شيئا.
وقرأ الباقون {ولا يخاف} بالواو والمعنى إذ انبعث أشقاها لعقر لناقة وهو لا يخاف عقباها أي لا يخاف ما يكون من عاقبة فعله ففاعل {يخاف} العاقبة الضمير العائد على {أشقاها}. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الشمس:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الشمس: الآيات 1- 8]

{وَالشَّمْسِ وضحاها (1) وَالْقَمَرِ إِذا تلاها (2) وَالنَّهارِ إِذا جلاها (3) وَاللَّيْلِ إِذا يغشاها (4) وَالسَّماءِ وَما بناها (5) وَالْأَرْضِ وَما طحاها (6) وَنَفْسٍ وَما سواها (7) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وتقواها (8)}

.الإعراب:

{والشمس} متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم {إذا} ظرف مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل أقسم المقدّر، وكذلك في الموضعين التاليين {ما} حرف مصدريّ في المواضع الثلاثة (الفاء) عاطفة...
والمصدر المؤوّل: {ما بناها..} في محلّ جرّ معطوف على {السماء}.
والمصدر المؤوّل: {ما طحاها..} في محلّ جرّ معطوف على {الأرض}.
والمصدر المؤوّل: {ما سواها} في محلّ جرّ معطوف على {نفس}.
جملة: {(أقسم) بالشمس...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {تلاها...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {جلاها...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {يغشاها...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {بناها...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما} الأول.
وجملة: {طحاها...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما} الثاني.
وجملة: {سواها...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما} الثالث.
وجملة: {ألهمها...} لا محلّ لها معطوفة على جملة سواها.. وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثنّ.

.الصرف:

(2) {تلاها}: فيه إعلال بالقلب أصله تلوها- مضارعه يتلو- بفتح الواو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(3) {جلاها}: فيه إعلال بالقلب، أصله جلّيها- بتحريك الياء بالفتح- قلبت الياء ألفا لأنها تحرّكت بعد فتح.
(6) {طحاها}: أي بسطها.. فيه إعلال بالقلب قيل أصله طحوها وقيل طحيها.. جاء في القاموس طحا كسعى بمعنى بسط، وطحا يطحو بعد وهلك وألقى إنسانا على وجهه، والطحا المنبسط من الأرض.
(8) فجور: مصدر سماعيّ للثلاثيّ فجر، وزنه فعول بضمّ الفاء والعين.

.[سورة الشمس: الآيات 9- 10]

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زكاها (9) وَقَدْ خابَ مَنْ دساها (10)}.

.الإعراب:

{قد} حرف تحقيق في الموضعين {من} موصول في محلّ نصب مفعول به في الموضعين..
جملة: {قد أفلح من...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {زكاها...} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الأول.
وجملة: {قد خاب من...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {دساها...} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الثانيّ.

.الصرف:

(9) {زكاها}: فيه إعلال بالقلب، عين الفعل في المجرد واو تحرّكت بعد فتح قلبت ألفا.
(10) {خاب}: فيه إعلال بالقلب، أصله خيب- مضارعه يخيب- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
{دساها} قيل الألف منقلبة عن سين والأصل دسّسها- بثلاث سينات- فلمّا توالت الأمثال قلبت السين ياء، ثمّ جرى فيه إعلال بالقلب..
قال أهل اللغة: والأصل دسّسها من التدسيس وهو إخفاء الشيء في الشيء فأبدلت سينه ياء.

.[سورة الشمس: الآيات 11- 14]

{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بطغواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أشقاها (12) فَقالَ لَهُمْ رسول اللّه ناقَةَ اللَّهِ وسقياها (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فسواها (14)}

.الإعراب:

{بطغواها} متعلّق بـ: {كذّبت}، و(الباء) للسببيّة، أو للاستعانة المجازيّة {إذ} ظرف في محلّ نصب متعلّق بـ: {كذّبت}، (الفاء) عاطفة {لهم} متعلّق بـ: (قال)، {ناقة} مفعول به لفعل محذوف على التحذير أي: ذروا ناقة اللّه، أي: احذروا عقرها {سقياها} معطوف على {ناقة} منصوب..
جملة: {كذّبت ثمود} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {انبعث أشقاها} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قال لهم رسول...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {(ذروا) ناقة اللّه...} في محلّ نصب مقول القول.
14- (الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة {عليهم} متعلّق بـ: (دمدم) بمعنى أطبق {بذنبهم} متعلّق بـ: (دمدم) و(الباء) للسببيّة.
وجملة: {كذّبوه...} لا محلّ لها معطوفة على جملة قال لهم.
وجملة: {عقروها...} لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوه.
وجملة: {دمدم عليهم ربّهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة عقروها.
وجملة: {سواها...} لا محلّ لها معطوفة على جملة دمدم.

.الصرف:

(11) طغواها: مصدر سماعيّ للثلاثيّ طغا يطغو باب نصر، وطغى يطغى باب فتح، وزنه فعلى.
(13) {سقياها}: الاسم من السقي أو ما يسقى به، وزنه فعلى بضمّ فسكون، والألف في (السقيا) ترسم طويلة لمجيء الياء قبلها..

.الفوائد:

- الإغراء والتحذير:
1- التحذير أسلوب في الكلام يراد منه تنبيه المخاطب إلى أمر مكروه ليجتنبه.
2- الإغراء: أسلوب في الكلام يراد منه ترغيب المخاطب بأمر محمود ليقوم به.
3- يشترك أسلوبا التحذير والإغراء بالصور الآتية:
أ- أن يذكر المحذر منه والمغرى به مفردا منصوبا بفعل محذوف جوازا، مثل:
(الكذب فإنه طريق الشر) أي احذر الكذب، (الصدق فإنه طريق البرّ) أي الزم الصدق. وهنا حذف الفعل جائز، أي أن ذكره غير خطأ.
ب- أن يرد كل منهما مكررا، مثل (الكذب الكذب فإنه طريق الفجور)، (الصدق الصدق فإنه طريق البر).
ج- أن يرد كل منهما معطوفا عليه، مثل (الأمانة والإحسان فإنهما من خلق المؤمن) (الكذب والغشّ فإنهما طريق الهلاك) وفي الحالتين الأخيرتين: (ب، ج) يجب حذف الفعل. ونعرب الاسم: منصوبا على الإغراء والتحذير، فإن تكرر نعرب المكرر توكيدا لفظيا لا محلّ له من الإعراب، أما المعطوف فهو اسم معطوف على المغرى به أو المحذر منه.
وينفرد التحذير بصورة، وهي تصديره بضمير النصب (إيّاك) وفروعه: إياكما- إياكم- إياكن-... إلخ. ويأتي بعده المحذر منه معطوفا عليه، أو مجرورا بمن، مثل: (إياك والكذب) أو (إياك من الكذب). ونعرب إياك: في محلّ نصب على التحذير، والكذب: الواو حرف عطف. الكذب مفعول به لفعل محذوف تقديره اجتنب أي (احذر إياك واجتنب الكذب).

.[سورة الشمس: آية 15]

{وَلا يَخافُ عقباها (15)}.

.الإعراب:

(الواو) حالية- أو استئنافيّة- {لا} نافية، وفاعل {يخاف} ضمير يعود على فاعل (سواها) أي اللّه.
جملة: {لا يخاف...} في محلّ نصب حال من فاعل (سواها).

.الصرف:

{يخاف}، فيه إعلال بالقلب أصله يخوف- بفتح الواو- مصدره الخوف، نقلت حركة الواو إلى الخاء ثمّ قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها..
{عقباها}، اسم بمعنى جزاء الأمر أو عاقبته، وزنه فعلى بضمّ الفاء وسكون العين.

.البلاغة:

الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: {وَلا يَخافُ عقباها}.
أي عاقبتها وتبعتها كما يخاف المعاقبون من الملوك عاقبة ما يفعلونه وتبعته، فهو استعارة تمثيلية، لإهانتهم وأنهم أذلاء عند اللّه جل جلاله. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

91 سورة الشّمس مكيّة وآياتها خمس عشرة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الشمس: الآيات 1- 15]

{وَالشَّمْسِ وضحاها (1) وَالْقَمَرِ إِذا تلاها (2) وَالنَّهارِ إِذا جلاها (3) وَاللَّيْلِ إِذا يغشاها (4) وَالسَّماءِ وَما بناها (5) وَالْأَرْضِ وَما طحاها (6) وَنَفْسٍ وَما سواها (7) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وتقواها (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زكاها (9) وَقَدْ خابَ مَنْ دساها (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بطغواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أشقاها (12) فَقالَ لَهُمْ رسول اللّه ناقَةَ اللَّهِ وسقياها (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فسواها (14) وَلا يَخافُ عقباها (15)}.

.اللغة:

{وضحاها} قال القرطبي: الضحى مؤنثة يقال ارتفعت الضحى فوق الضحو وقد تذكر فمن أنّث ذهب إلى أنها جمع ضحوة ومن ذكر ذهب إلى أنها اسم على فعل نحو صرد.
وقال ابن خالويه: الضحى مقصور مثل هدى والضحى مؤنثة تصغيرها ضحية والأجود أن تقول في تصغيرها ضحيّ بغير هاء لئلا يشبه تصغيرها تصغير ضحوة والضحى وجه النهار ويقال ليلة اضحيان إذا كان القمر فيها مضيئا من أولها إلى آخرها وقد أضحى النهار إذا ارتفع ويقال: ضحي فلان للشمس يضحى إذا برز لها وظهر قال اللّه تعالى: {وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى}، ورأى ابن عمر رجلا يلبي وقد أخفى صوته فقال له أضح لمن لبّيت له أي اظهر وقال عمر بن أبي ربيعة:
رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت ** فيضحى وأيما بالعشيّ فيخصر

وفي القاموس: الضّحو والضحوة والضّحية كعشيّة ارتفاع النهار والضحى فويقة ويذكر ويصغر ضحيّا بلا هاء والضحاء بالمدّ إذا قرب انتصاف النهار وبالضم والقصر وأتيتك ضحوة وضحى وأضحى صار فيها والشيء أظهره وضاحاه أتاه فيها.
{جلاها} أظهرها وكشفها.
{طحاها} بسطها لأن ما يظهر للرائي فيها يكون كالبساط فلا ينافي كرويتها.
وفي المختار طحاه: بسطه مثل دحاه وبابه عدا.
وفي القاموس وطحا يطحو بعد وهلك وألقى إنسانا على وجهه والطحا المنبسط من الأرض وطحى كسعى وبسط وانبسط واضطجع وذهب في الأرض وطحا به قلبه ذهب به في كل شيء.
{دساها} التدسية: النقص والإخفاء بالفجور وأصل دسى دسس كما قيل في تقضض تقضى وكما قيل قصيت أظفاري وأصله قصصت أظفاري.
{فَدَمْدَمَ} أطبق عليهم العذاب بذنبهم فأهلكهم قال الفراء:
وحقيقة الدمدمة تضعيف العذاب وترديده ويقال دمدمت على الشيء أطبقت عليه.
وفي الصحاح ودمدمت الشيء إذا ألزقته بالأرض ودمدم اللّه عليهم أي أهلكهم ويقال: دمدمت على الميت التراب أي سوّيته عليه.
وقال ابن الأنباري: دمدم أي غضب والدمدمة الكلام الذي يزعج الرجل.
وفي القاموس: ودمم الأرض سواها وفلانا عذبه عذابا تاما والقوم أهلكهم كدهدم ودمدم عليهم.
{عقباها} تبعتها وعاقبتها، وفي القاموس: وأعقبه اللّه بطاعته جازاه والعقبى جزاء الأمر.